تتشابك خيوط النفوذ الدولي وتتعقد في ليبيا وتنتقل بسرعة من حالة الاتفاق الى حالة الصراع وفق تطورات الوضع في ليبيا. وهذا طبيعي للدول التي تفكر بعقلية المنفعة الاستعمارية. فبريطانيا كانت صاحبة النفوذ الأوحد في ليبيا قبل الانتفاضة، لذلك كان من الطبيعي لها أن تكون الأقدر على التاثير في مجريات الأمور لاحقاً. فسارعت الى الاتصال ببعض صغار الموظفين عند القذافي أمثال وزير عدله مصطفى عبد الجليل ووزير داخليته عبد الفتاح يونس من أجل تشكيل البديل للنظام القائم فيما لو تطورت الأمور على الطريقتين التونسية والمصرية. والظاهر أن بريطانيا قد ارتأت أن تشرك معها فرنسا لسببين: الأول، حتى تبقى ممسكةً بالقذافي ونظامه فيما لو تمكن من الصمود أي أن لا تظهر هي في مقدمة الجهود الدولية ضد القذافي أي أنها أنابت عنها فرنسا في هذه الحالة فشجعتها عبر اللقاءآت المشتركة على تبوأ الصدارة لمناصرة الثوار، والثاني، لتكون فرنسا معيناً لها ضد أي تدخل أمريكي محتمل. وقد ردجت الدولتان أثناء فترة ضعفهما أمام القدرات الأمريكية الكبيرة على التعاون واقتسام المغانم، إذ إن أي منهما لوحده عاجز عن منافسة الولايات المتحدة بمفرده. وكان ذلك ظاهراً في الاندفاع الفرنسي منقطع النظير بداية الأزمة الليبية والمشاركة الفاعلة من الطائرات الفرنسية في القصف وصد قوات القذافي عن بنغازي.
راقب مؤلف هذه المدونة مجريات الأحداث في المنطقة الاسلامية وفي العالم بعيون المترقب والمنتظر لبروز دولة الاسلام العظمى التي ينتظرها المسلمون ليعيشوا في سعادتها، وينتظرها غير المسلمين لانقاذهم من براثن الرأسمالية وجشعها. وتركز مقالات هذه المدونة على الأحداث أو الأفكار التي تبرزها التحركات السياسية في هذا الاتجاه، لقياس أثرها سلباً أم ايجاباً على تسريع أو ابطاء قيام دولة الاسلام، مع اليقين بأن النصر من الله، هو مانحه لعباده المؤمنين